Admin Admin
المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 03/03/2015
| موضوع: الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الرابع : احدى نظريات نشوء الدين هو النظرية الماركسية ...؟؟؟؟) الجمعة مارس 27, 2015 6:58 pm | |
| الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الرابع : احدى نظريات نشوء الدين هو النظرية الماركسية ...؟؟؟؟)
ثالثاً : النظرية الماركسية
تذهب الماركسية في تعليلها لظهور الدين ، إلى أن الدين من صنع الطبقات البرجوازية التي سيطرت على رؤوس الأموال ، وامتلكت الأراضي ووسائل الانتاج واتخذت من الدين وسيلة لتخدير العمال والفلاحين ، لئلا يقوموا بثورات تحررية ضدهم . فالدين وليد حاجة الطبقة البرجوازية وذلك للاِبقاء على الفوارق الطبقية في المجتمع عن طريق خداع الكادحين بجرعات الأمل الكاذب ، واليأس من السعادة في هذه الدنيا ، من خلال شدّهم إلى عالم الوهم والخيال ، وهو عالم الآخرة . يقول ماركس : ( إن التعاسة الدينية ، في الوقت الذي تكشف فيه عن التعاسة الحقيقية ، بمثابة اعتراض على هذه التعاسة ، الدين عبارة عن أنين كائن بائس ، وقلب عالم قاسٍ ، وروح وجود لا روح فيه ، الدين أفيون الشعوب . إن اختفاء الدين الذي هو بمثابة سعادة الناس الوهمية ، يعتبر من مقتضيات سعادتهم ، إننا نريد أن نهبَ الناس سعادة حقيقية ، فلا بدَّ من أخذ هذه السعادة الوهمية منهم ، .... وعليه فإن انتقاد الدين يعني ـ حتماً ـ انتقاد بحار الدموع الّتي يؤلف الدين هالة حولها . انتقاد الدين ، يخرج الإنسان من الخطأ ، لكي يستطيع أن يفكر كإنسان أدرك خطأه ، وأصبح متمسكاً في عقله ، فيعمل وفق ذلك ، ويخلق واقعه ، لكي يدور حول الشمس الحقيقية ، أي حول نفسه )
مناقشة النظرية : إن خواء وهزل هذه النظرية واضحٌ كلَّ الوضوح ، حيث اعتبر ماركس أن الدين عبارة عن مخدر للشعوب المستضعفة ، وهو من صنع طبقة تتحكم برؤوس الأموال ، وتسيطر على مقدرات الشعوب ، وهي الطبقة البرجوازية ، فمن خلال الدين ـ المخدر ـ يستطيع أبناء هذه الطبقة المحافظة على عروشهم ، ومصّ النقمة الجماهيرية الرافضة للاستعباد . ولا أدري كيف غفل ـ أو تغافل ـ ماركس عن حقائق مهمة قبل طرح هذه النظرية ، وكيف ساوى بين جميع الأديان بهذه التهمة القاسية ؟! وللجواب على هذا الرأي نقول :
1 ـ إن الدين كما هو ثابت في علوم الآثار والانثروبولوجيا متأصّلٌ في الوجود الإنساني ، وقد أظهرت الآثار الصحيحة للحضارات البالية ، وتلك النقوش التي وجدت على جدران الكهوف ، بما لا يقبل الشكّ ، وجود الدين والتدين منذ أقدم العصور ، وحتّى الشيوعية الأولية أو الأُولى ـ على حد تعبير الماركسيين ـ قبل أن يكون هناك أصحاب رؤوس أموال أو برجوازيين ، وقبل أن تكون هناك طبقة البروليتاريا الثائرة في وجوههم. فهل لماركس والماركسيين ، أن يوضّحوا لنا سبب وجود ظاهرة التدين في ذلك العصر ؟! ولكنهم لا يستطيعون الإجابة على مثل هذا السؤال ، فليس أمامهم خيار إلاّ التخلّي عن هذا الرأي ، الذي خدعوا به الناس عشرات السنين ، حتّى بان وهنه . أو أن يتغافلوا عن هذه الحقيقة ويخادعون أنفسهم ، وهكذا فعلوا !!
2 ـ ونحن نسأل ثانياً ، هل إنَّ كل الأديان كانت تخدّر أتباعها عن القيام بالثورات التحررية ، وتمنعهم عن التصدي لظلمة ، والمستغلين ، وتُمنّيهِمْ وتبشّرهم بجنات النعيم ؟... عوضاً عن العذاب الذي يلاقونه في هذه الدنيا ، وتلقّنهم أن من الواجب عليهم الصبر والتحمل ، والرضوخ لقضاء الله وقدره ، لاَنّه خلقهم للسعادة والنعيم في الحياة الآخروية .
يتبع القسم الخامس
الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الخامس : التوجه الإسلامي : الدين فطرة إنسانية ...؟؟؟؟)
| |
|