بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الَّذِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
وصلي وسلم على سيدنا محمد الذي قال له ربنا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء : 107] "
من كثرة ما سمعت على أن الاسلام دين ارهاب ومنهم من يستهزأ بالآية " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء : 107] كنت انتظر احد العلماء الربانيين أن يقوم بالكتابة بهذا الموضوع ....
لقد هيئ الله لي هذا الكتيب
الإسلام دين هداية ورحمة واستعصاء
د . عبد الله قادري الأهدل
وهو على عدة اجزاء الجزء الثالث ويحوي المواضيع التالية :
استعصاء الإسلام بمن يحمله - الجزء الثالث
- اقتضت حكمة الله تعالى أن الأديان و المبادئ لا تبقى وتقوى وتنتشر وتحترم، إلا بأهلها الذين يؤمنون بها ويعملون بها ويحمونها.
- ولا يستثنى من ذلك الإسلام، فقد أنزل الله تعالى كتابه، وأرسل رسوله، وشرع دينه، ليطبق في حياة الأفراد والأسر والأمة.
- والفرق بين الإسلام وغيره من الأديان والمبادئ، أنه دين عالمي يجب على كل الأمم الدخول فيه، وأنه دين باق خالد، ما بقي كتابه الذي تكفل الله بحفظه إلى يوم القيامة: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر (9)]
- فحفظ هذا القرآن يقتضي حفظ ما جاء به من هذا الدين، ويقتضي – كذلك – أن تبقى للإسلام أمة تؤمن به وتحميه وتبلغه إلى غيرها من الأمم.
- فليعلم ذلك المسلمون، وليحفظوا لأنفسهم شرف حمل هذه الرسالة، ولا يعرضوا نفسها لسخط الله بتخليهم عنه، فيأتي الله لنصرة دينه بغيرهم، ويستبدل به غيرهم، من عباده الذين يجاهدون في سبيل الله لا يخاف فيه لومة لائم، كما قال تعالى:?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ? [المائدة (54)]وقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)? [التوبة]وقال تعالى: ? هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ? [محمد (38)]
- وليس معنى بقاء طائفة تحمل هذا الدين وتدافع عنه، سلامة هؤلاء من الابتلاء والامتحان والتمحيص، بل معناه أن هذه الطائفة، مهما تعرضت للابتلاء والامتحان والأذى، ستبقى ثابتة صابرة، ينال الشهادة منها من اختاره الله للشهادة، وينال شرف النصر على أعداء الإسلام من أراد الله نصر دينه على يديه.?أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ? [البقرة (214)]وقال تعالى: ?وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)? [آل عمران]وقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11)?...وقال تعالى: ?وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22)? [الأحزاب]
الحمد لله الذي اتم نعمته علي وساعدني في نشر هذا الجزء من الكتاب
كما ادعو الله أن يجعل هذا العمل في سجل الاعمال لي ولكاتبه وناشره والمستفيد منه وقارئه
جميل صوان معرة مصرين ادلب سوريا بلاد الشام
الثلاثاء 25 جماد الآخرة من عام 1438 من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
المصادف ل 21 شباط 2017 من ميلاد المسيح المفترضة