Admin Admin
المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 03/03/2015
| موضوع: الحروب الصليبية بين الأمس واليوم الخميس أكتوبر 22, 2015 8:10 pm | |
| الحروب الصليبية بين الأمس واليوم
(1) مقدمة: إنّ الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الإنسان، فأينما وُجد الإنسان وُجد صراع أولاً في دواخله بين بوادر الخير ونوازع الشر، وثانياً بين أنصار الحق وأعوان الباطل على مر الدهور والأزمان، ((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)) [سورة الأنبياء: 18].وقد أخذ هذا الصراع أشكالاً مختلفة وصوراً كثيرة، تختلف في شكل المنازلات ومجالات المواجهة وصور التحديات، ولكنها تتفق في النتائج ((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)) [سورة البقرة: 217]، ((وودوا لو تكفرون)) [سورة الممتحنة: 2]. وأهم ما في القضية هو البعد العنصري والمنطلق الديني لهذا الصراع؛ ولهذا سميت بالصليبية لأنها حرب مقدسة عندهم.وإنّ الحديث عن هذا الموضوع الكبير والشائك لا تكفيه هذه الورقة للإحاطة به، لا سيما وهو حديث عن الماضي استقصاءً، وعن الحاضر قراءةً وتحليلاً، وعن المستقبل تخطيطاً واستشرافاً.ولكن أبدأ مستعيناً بالله عز وجل:(2) الحروب الصليبية من خلال القرآن الكريم: إنّ المتأمل للكتاب الكريم يجد خلالهكشفاً لحقائق الكفار الصليبيين وتبييناً لسبله((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)) [سورة الأنعام: 55]، وفضحاً لعقائدهم وتعريفاً لنا بأعدائنا ((والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً)) [سورة النساء: 45]، وإنك لتجد إشارات واضحة في القرآن عن دوافع ومنطلقات وأشكال الحروب الصليبية بكلمات جامعة ومعاني رشيدة ومن ذلك:[1] ((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)) [سورة التوبة: 32].[2] ((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا)) [سورة البقرة: 217].[3] ((إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودّوا لو تكفرون)) [سورة الممتحنة: 2].[4] ((ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم)) [سورة البقرة: 109].[5] ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير)) [سورة البقرة: 120].[6] ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)) [سورة آل عمران: 118].[7] ((إنّ الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون)) [سورة الأنفال: 36].تشير الآيات إلى أهداف الحروب الصليبية، والتي تقصد زعزعة العقيدة الإسلامية، واختراق قيم المجتمع، وإضعاف المسلمين واضطهادهم، من منطلق حقد دفين وكراهية متجذِّرة ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر))، وأنهم يستعملون أسلحة كثيرة، منها المال وأسلحة الفكر والثقافة ((حتى تتبع ملتهم)).((ولا يزالون يقاتلونكم)) يوحي النص بأنها مستمرة وأنها حرب شاملة وحضارية، وكذلك في قوله: ((ولا يزالون)) دليل على أنّ السلاح المستخدم ليس سلاحاً عسكرياً محضاً، بل فيه الأسلحة الاقتصادية والسياسية والإعلامية والعقائدية.(3) تاريخ الحروب الصليبية: الحقيقة التي ينبغي أن نعيها أنّ الأديان والمعتقدات هي التي تحرك المجتمعات وتشكل الدول حتى اليوم، وذلك لأن الدين بطبيعته يدعو إلى تغيير أنماط الحياة السائدة، وإصلاح المجتمعات، ويقوم على ثوابت لا تقبل التنازل والتردد، ومن هنا لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم بدأت الحروب ضده؛ باعتباره ديناً له فواصله وأحكامه وشرعته المستقلة، التي لا تذوب في غيره من الأديان ((قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون)) [سورة الكافرون: 1-2]، وكان دين النصارى قد حُرِّف ومُسخ ولكنه ظل ديناً له أتباع يخضعون له ويؤمنون به. وهنا بدأ في محاربة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أول مواجهة قتالية مع الصليبية كانت في (مؤتة)، ثم عزم النبي صلى الله عليه وسلم على مواجهتهم في تبوك ولم يُقدِّر الله تعالى قتالاً، ثم جاءت بعد ذلك الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الأمويين والعباسيين، فكانت معارك كبرى منها اليرموك التي أزالت النفوذ البيزنطي من الشام كلها وودع هرقل دمشق وداعاً لا لقاء بعده [فتوح البلدان للبلاذري].ودخل المسلمون بيت المقدس سنة 15 هـ وسُلّم الفاروق مفاتيحها وفرض الجزية وحفظ لهم حقوقهم والراجح عند الطبري أنها فُتحت صلحاً [تاريخ الطبري: 2/449].واستمرت الفتوحات الإسلامية حتى فتحت الأندلس وأزال المسلمون حكم القوط النصارى عنها وبلغوا وسط فرنسا وحاصروا روما لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى لأنّ لها موعداً لن تُخلفه.أهم مراحل الحروب الصليبية: وتأتي أهمية هذه النقطة من أنه مَن لم يعرف ماضيه فلن يفهم حاضره:[1] الصدام والالتقاء الأول في الجزيرة العربية ولم يكن صداماً بالمعنى المعروف.[2] الفتوحات الإسلامية في مواجهات الدول البيزنطية النصرانية في الشرق.[3] مواجهة دويلات غربية نصرانية الطابع مثل (الأندلس وجنوب فرنسا وإيطاليا).[4] بداية الحروب الصليبية سنة 489 هـ على يد متطوعين لتخليص القدس وكان رأسها بطرس الناسك، وكانت بدعوى من البابا إيربان الثاني، وفشلت هذه ولكن تلتها الحملة الأولى المنظمة بعد أعوام،وهذه هي التي سقطت فيها القدس سنة 493 هـ، وقد كانت تحت الحكم الفاطمي، وقادها الأمراء والإقطاعيون وجودفري هو الذي حكم القدس وقُتل فيها سبعون ألفاً وبلغ الدم داخل المسجد حتى قوائم الخيول.ثم جاءت حملة ثالثة تصدى لها نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي القسيم ابن القسيم، انتهت هذه المرحلة بمعركة حطين 583 هـ في عهد صلاح الدين الأيوبي. ويمكن أن نقف على حقائق مهمة هناك :[أ] انتزاع مصر من الفاطميين كان هو السبيل لاستنقاذ القدس من الصليبيين.[ب] الاستقامة التامة علي الدين من القائد صلاح الدين، وهنا لابد من كلمة: لا عودة للقدس ولا دحر الصليبين إلا بـ (صلاح الدين!!)، الاستقامة على نهج الكتاب والسنة، صلاح للدين ثم بصلاح الدين القائد. [5] الحملات من سنة 1189 - 1270م حيث هزمهم خليل ابن قلاوون المملوكي، وهزمهم من العالم الإسلامي بسقوط عكا، وفي بعض الحملات أُسِر لويس التاسع عشر ملك فرنسا على يد الظاهر بيبرس المملوكي.وفي هذه الفترة واجه العالم الإسلامي خطر التتار وسقوط الخلافة العباسية باتفاق مع البابا أنيوست.عرفت هذه الحملات عند المؤرخين الإسلاميين كابن الجوزي وابن كثير وابن الأثير بـ (خروج الفرنجة)، وعرفت عند النصارى بـ (الحج إلى الديار المقدسة) - (الحرب في خدمة المسيح) - (أعمال المسيحيين وراء البحر).آثار الحروب الصليبية الأولى: [أ] المذابح العظيمة التي لحقت بالمسلمين: ففي الحملة الأولى أباد النصارى أهل أنطاكية وذبحوا أكثر من سبعين ألفاً، وبعد أن فتحها صلاح الدين عليه رحمة الله جاء ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا وفيليب ملك فرنسا وفردريك ملك ألمانيا لاستنقاذها، وفيها قتل قلب الأسد 2700 أسير في عكا.[ب] تخريب كثير من بلاد الشرق الإسلامي كحمص وحماة وعسقلان وطبرية.[ج] تشريد كثير من المسلمين من بيوتهم.[د] مهدت الحروب الصليبية الأولى لحركات الاستعمار فيما بعد.[6] غيَّر الصليبيون استراتيجياتهم لغزو العالم الإسلامي وهذه بدأت مع حركة الاكتشاف، والتي كانت ذات أبعاد عقدية، حيث مهّدت لما عرف بالاستعمار الأوربي، ومن أشهر هذه الرحلات رحلة (فاسكودى جاما) حيث قالوا: "الآن طوقنا رقبة العالم الإسلامي؛ فلم يبق إلا جذب الحبل فيخنق" [راجع حاضر العالم الإسلامي، د.جميل المصري].وحملت هذه الحملات الروح الصليبية وتمثلت في كل من هنري الملاح والبابا نيقولا الخامس الذي أصدر مرسوما بذلك.وهذه المرحلة يمكن تسميتها بالهجمة الصليبية الاستعمارية الاستيطانية وهذه هي التي قال فيها اللورد اللنبي: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، "وها قد عدنا ثانية يا صلاح الدين" قالها غورو، والتي كان من آثارها:[أ] استنزاف موارد العالم الإسلامي.[ب] جعله سوقاً لمنتجاته.[ج]اضطهاد المسلمين.[د] تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات.[هـ] التبعية الثقافية والسياسية للمستعمر.[7] الاستعمار الجديد وذلك بخروج المستعمر وترك أذياله وآثاره، وفرض النمط الغربي، وهو ما عرف بمصطلح هيمنة العصر الأوربي، أو مصطلح التغريب، أو مصطلح النظام العالمي الجديد، وكذلك العولمة أخيراً.ملامح الحروب الصليبية اليوم: الملمح الأول:من السذاجة أن نظن أن الحروب الصليبية لا تقوم إلا على المواجهة العسكرية فقط، لأنّ من أخطر ملامح هذه المرحلة تدمير البنية العقدية التحتية للأمة، أو بمعنى آخر التصفية الروحية القيَميّة للأمة، أو بشكل آخر ما أسموه بتجفيف المنابع. وذلك لأن الحروب الأولى كما هو ملاحظ كانت تعتمد على التصفية الجسدية والموارد المادية أولا ولكن الحروب الحالية تقوم على التصفية الجسدية بعد التصفية الروحية.أولاً: أهداف الحروب الصليبية اليوم (العولمة):[أ] استئصال شأفة الإسلام ومحوه من الوجود.[ب] طمس الهوية الإسلامية وإضعاف التدين في المجتمعات, ولهم في ذلك وسائل كثيرة منها:
- 1. تدمير الأسرة وإشاعة الجنس وإفساد المجتمع عبر المرأة. اتفاقية سيداو ومؤتمر السكان في القاهرة ومؤتمر المرأة في بكين.
- 2. تسميم الآبار المعرفية لدى الأمة الإسلامية ونعني بذلك تخريب مناهج التعليم.
- 3. علمنة المجتمعات وعزل الدين عن الحياة ولابد من القول أنّ مَن أكبر شياطين وجنود العولمة والحرب الصليبية الحديثة, العلمانية باعتبارها طمساً للهوية وإفراغاً للدين من محتواه الحقيقي.
- 4. نشر التنصير بالمناهج الباطلة وزرع المنظمات والهيئات المشبوهة كالماسونية وأذرعها والرافضة وروافدهم وما أشبه الليلة بالبارحة سقطت القدس في أيام العبيدية وسقطت القدس في أيام القومية والنصيرية. وسقطت الخلافة بمعاونة نصير الطوسي والوزير ابن العلقمي بعد دار الحكمة المشبوهة.
- 5. طمس الهوية ونشر فنون اللذة وصنوف الملاهي إضعافاً لروح المقاومة الإسلامية وتدميراً للشباب وذلك عبر الإعلام المسموم.
[ج] من أهداف الحملة الصليبية العالمية اليوم تشكيك المسلمين في دينهم وتحييد الشعور المسلم والوجدان المؤمن، وذلك بزعزعة عقيدة الولاء والبراء وذلك إبعاداً للمسلم عن جوهر دينه وتضليلاً له عن مخططاتهم.ثانياُ: وسائل الحرب الصليبية اليوم:
- [أ] الحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية عبر الآلة الإعلامية الضخمة، التي تدعو لتعظيم الذات الأجنبية واحتقار الذات الإسلامية ووصم المسلمين بالإرهاب (السادات مع اليهود - التتار في بغداد) مما أدى إلى الهزيمة لنفسية التي هي شر أنواع الهزائم.
- [ب] الاقتصاد والهيمنة على اقتصاديات الدول المسلمة وتحويلها لإخضاعها وإغراق الحكومات في ديون وإلى غير ذلك من الحرب الاقتصادية وكل ذلك تحت مظلة نظام مالي دولي يتحكم في كل الشعوب (صندوق النقد الدولي, البنك الدولي للإنشاء والتعمير).
- [ج] الحرب السياسية على العالم : بزرع أنظمة تُقصي كتاب الله عن الحكم، وتنفِّذ سياسات أسيادهم ومع استغلال الكيانات العالمية السياسية لتجريد المسلمين والإسلام ومن ذلك الأمم المتحدة ومواقفها من الإسلام لا تحتاج إلى كثير بيان.
- [د] العمل العسكري: ظن كثير من الناس أن استعمال السلاح قد انتهى مع الحروب الصليبية الأولى وأن تصفية الإسلام سيتم بطرق أخرى ولكن أبت الصليبية الحاقدة إلا أن تفرغ سمّها وتخرج حقدها الدفين. وقديما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "أنّ كل حروب الفرنجة مخالفة للمسيح عليه السلام الذي أمر بالتسامح ولم تكن في ديانته قتال جهاد, علم بهذا ضلال كل من قاتل باسم المسيح عليه السلام). وقد ذكر ابن القيم رحمه الله كلاماً مثله: "بأنّ شريعة موسى كانت شريعة جلال قائمة على المصادمة, وشريعة عيسى كانت شريعة جمال ليس فيها قتال وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم شريعة كمال جمعت بين الجلال والجمال كلٌ في موطنه".
وقفات مع العمل العسكري: [أ] ازدهرت تقنية السلاح العسكري والسؤال لمن يعده الغرب؟؟ ويأتي السؤال بريئا في ظل سلام عالمي وحرية عامة وديمقراطية سائدة وعولمة مهيمنة, فطالما الأمر كذلك هل توقفت صناعة الأسلحة واستحداثها؟؟ إذن هم يعدونها ليومها وللمسلمين.[ب] إنّ الهدف من العمل العسكري هو إخضاع العالم الإسلامي وإرهابه وتخويفه بأسلحة الدمار الشامل والتلويح بالحل النووي.[ج] السؤال الكبير هل حلف الناتو صليبي؟ تأسس حلف الناتو بعد الحرب العالمية الثانية لإيقاف توسع الروس ضد أوربا. ولكن سرعان ما تحول لأداة صليبية ضد العالم الإسلامي, والدليل على ذلك:
- 1. من بداية حرب البوسنة صرّح وزير الإعلام الصربي: "نحن طلائع الحروب الصليبية الجديدة".
- 2. في افتتاحية الصاندي تايمز :"آن للغرب والاتحاد السوفيتي أن يستعد لمواجهة إسفين إسلامي أصولي هائل".
- 3. في 9/1/1994م صرّح المستشار الألماني هيلموت كول "لا يسعني إلا أنّ أنصح الصربيين والأوروبيين بأن يستيقظوا من سباتهم!! هناك خطر حدوث مواجهة مع 800 مليون مسلم في العالم".
- 4. تصريح وزير الدفاع الفرنسي عام 1994م: "إنّ الأُصولية الإسلامية تغرز خنجرها عميقا في صدر أوربا وأفريقيا".
- 5. صرح في فبراير 1995م الأمين العام للحلف في مؤتمرٍ أمنيٍّ بألمانيا "منذ انهيار الشيوعية في أوربا الشرقية قبل خمس سنوات برز الدعاة المسلمون المتطرفون وربما كأخطر تهديد يواجه التحالف والأمن الغربي" نُشرت في جريدة (الواشنطن بوست).
الملمح الثاني:كرّر الرئيس الأمريكي بوش ووزير دفاعه وصف الحرب ضد المسلمين حقيقةً وضدَّ الإرهاب زوراً بأنها حرب شاملة!!ومعناها أنّها حرب فيها استهداف العقائد والثقافة والخصوصيات الحضارية للشعوب، لأجل تجفيف ينابيع الإرهاب ويقصدون بذلك الإسلام.الملمح المهم هنا أنّ الحرب الشاملة ضد الإسلام خاسرة وذلك لأن الإسلام لا يُغلب يمكن أن تنتصر أمريكا عسكريا ولكنها لا تنتصر قيمياً. وقد عرف هذه المسألة المفكرون الأمريكان فقد (جاء في لقاء مع صمويل هنتنجتون صاحب نظرية صراع الحضارات يوم 13/4/1997م "ما دام الإسلام إسلاماً والغرب غرباً سيظل الصراع كما كان قائما لأربعة عشر قرناً").إنّ الإسلام لن يُهزم فلو مات ابن لادن فإنّ المبادئ التي صنعت ابن لادن لا تزال حية وإنّ القيم التي أوجدت طالبان لا تزال راسخة. من كان يظن أنّ التتار الذين اجتاحوا بغداد وهم وثنيون هم الذين سيدخلون الإسلام في شرق أوربا وروسيا. فالقيم لا تموت والمبادئ لا تُسحق والرسالة لا تُغلب!الملمح الثالث:إنَّ كلّ القوى المخالفة لأمريكا في العالم من أمثال (الصين - روسيا) تتّفق مع أمريكا والغرب في القواسم المشتركة اللغة واللون وانصهار الثقافة وكل ما هو ثقافة للرجل الأبيض. هكذا يقولون "الشيوعيون إخواننا والأوربيون حلفاؤنا واليهود أحبابنا ونحن عدونا الإسلام" كما قال إيجيت روستو مستشار الرئيس الأمريكي جونسون عام 1967م.الملمح الرابع:إن أكبر الملامح المخزية في الحروب الصليبية الأخيرة أخذ التأييد الإسلامي لضرب الإسلام والمسلمين، وهذا لم يقع في الحروب الصليبية الأولى بهذه الصورة الفاضحة. وهذا ما يسميه الغرب "الشرعية الدولية" و"تأييد الرأي العام العالمي" إلى غير ذلك من المظلات الكاذبة، والتي الغرض منها ضرب الإسلام والمسلمين تحت غطاء عالمي، وذلك لإظهار نوع من الحياد النزاهة وعدم استثارة كوامن الانتماء للإسلام في نفوس المسلمين وعدم إظهار صليبيتهم الحاقدة ولكن أراد الله أن تتفلت من ألسنتهم كقول بوش أنها حروب صليبية وغيرها.الحروب الصليبية الجديدة من أقوال الصليبيين: (1) جورج واشنطن أول رئيس لأمريكا سنة 1789م: "الشعب الأمريكي موكّل بمهمةٍ عهد الله بها إليه".(2) توماس جيفرسون رئيس أمريكي 1801م: "الأمريكيون شعب الله المختار". ويظهر من هذه المقالة تأثر الأمريكان بالعقيدة اليهودية، ولا عجب، حيث إن التحالف الأمريكي اليهودي تحالف أيدولوجي عقدي؛ لأن الأمريكان نصارى ولكنهم بروتستانت، وهي قراءة توراتية للإنجيل، وتؤمن بالمسيح المخلّص الذي عاصمته (القدس). فالديانة العامة في أمريكا ديانة عقدية؛ ولذلك فإن التحالف بين أمريكا واليهود ليس تحالفاً مرحلياً، بل هو تحالف إيديولوجي عقدي.(3) دوايت إيزنهاور الرئيس الأمريكي 1953م: "حمَّل القدر بلدنا مسئولية قيادة العالم الحر".(4) نكسون الرئيس الأمريكي: "إننا لا نخشى الضربة النووية ولكننا نخشى الإسلام والحرب العقائدية". والملاحظ هاهنا أنّ خوفهم الحقيقي إنما هو من العقيدة التي تصنع الأجيال وهي عقيدة الإسلام.(5) وقال أيضاً: "إن العالم الإسلامي يشكل واحداً من أكبر التحديات لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في القرن الحادي والعشرين".(6) قال أيوجين روستو مستشار الرئيس الأمريكي نكسون 1967م: "أمريكا مكمّل للعالم الغربي، فلسفته عقيدته ونظامه، لا تستطيع إلا أن تعادي الإسلام، وإلا تنكّرت للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها".(7) قال بيل كلنتون: "إن تجاهنا التزاماً مقدّساً لتحويل العالم إلى صورتنا".مقارنة بين حروب الأمس واليوم: [1] القدس قضية محورية في الصراع طيلة القرون الماضية والحرب الحالية، وهذه نتيجة أراها مهمة.فقديماً كانت الحملات باسم القبر المقدس وزيارة البيت المقدس، واليوم الغرب نفسه يرعى القدس، ولكن هذه المرة لليهود، وهذا واضح في وعد بلفور 1917م. [2] الملاحظ أن اليهود أشد عداوة للمسلمين من النصارى، وكل الحروب الماضية كانت مع النصارى، والمتأمل للتأريخ يجد أنّ اليهود ما دخلوا في حرب مواجهة مع المسلمين في أربعة عشر قرناً إلا في زمن النبوة، ثم في حروب الاحتلال الأخير على فلسطين والسبب أنهم يفضلون الحرب الخفية وإشعالها بين الشعوب وقد قال الله تعالى فيهم: ((كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً)) [سورة المائدة: 64]. [3] إنّ سبب طمع الصليبية في المسلمين هو ضعف المسلمين وبعدهم عن الإسلام وتعاليمه ووجود المناهج الباطلة والأنظمة الفاسدة "قارن بين الدولة العبيدية ودول المسلمين اليوم"، كيف يلتقي النصيري مع السني مع البعثي مع المادي مع الدرزي؟؟ وبالجملة استفاد الصليبيون من ضعف المسلمين وتفرُّقهم، وهذا هو الحاصل. [4] قديماً حصل تعاون وثني مع الصليبية، واليوم الشيء نفسه يتكرر، فكثير من الدول الوثنية (الهند والصين وغيرها) تكاد تقف الموقف نفسه. [5] عدد القتلى في الحروب الصليبية الأولى لا يتجاوز مائة ألف مسلم بينما القتلى من أطفال العراق بعد الحصار مليون طفل دعك من القتلى في البوسنة وكوسوفا وتيمور وكشمير والشيشان والأفغان وتحت المظلة الدولية.فوائد الحرب العالمية: (1) إحياء قضايا علمية شرعية مثل هذه الأوراق التي نحن بصددها كقضايا "الولاء والبراء" و "والمعاهد والذمي والمحارب" و"الجهاد".(2) تعاطف الشارع وإحياء الشعور الإسلامي وفي هذا مؤشر صحي أن في الشعوب خيراً دفيناً يحتاج إلى تجلية وإيقاظ وتربية./(3) إثارة البغض والكراهية تجاه الصليبيين وعلى رأسهم رأس الكفر (أمريكا) وفي هذا فائدة ببقاء الفواصل العقدية والبغض المقدس تجاه الصليبيين.(4) كسر الطغيان الأمريكي باعتبار ذلك نقطة فاصلة في صراع الحضارات وقرب النهاية الأمريكية إن شاء الله.(5) دراسة الإسلام في أمريكا والإقبال عليه إقبالاً منقطع النظير.(6) تنامي الشعور بالمسؤولية تجاه الإسلام في أوساط المجتمعات الإسلامية.(7) ظهور زيف الشعارات وإسفار العدو عن وجهه، وسقوط أقنعة السلام والحرية وحوار الأديان.كيف نواجه الحروب الصليبية؟ يقول الله عز وجل: ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)) [سورة آل عمران: 120] وعلى ضوء هذه الآية يمكن أن نقول: (1) استعادة الوعي بالهوية والقضية: وهذا ما عنته الآية فإن الصبر والتقوى يعنيان المزيد من الالتزام الجاد الصارم، ومقاومة الشهوات، والتضحية لهذا الدين، ومراجعة أنفسنا وإقامة الدين في حياتنا. يقول باكتول: "حاربوا المساجد بالمراقص، والزوجات بالمومسات، وفنون القوة بفنون اللذة والجنس". (2) تجييش الأمة كلها وتجميع المسلمين تحت راية واحدة عملاً بقاعدة دفع الكافر بالمبتدع كضرورة وقتية، أما بالنسبة للمستقبل فلابد من التداعي لوحدة إسلامية منهجية وفكرية تجمع العالم الإسلامي ضد أعدائه. (3) ضرورة الجهاد في سبيل الله تعالى باعتباره "مفتاح النصر ولغة العصر"، (وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بذُلٍّ) [الحديث في كنز العمّال للبرهان فوري، الحديث رقم 8447، وعزاه لابن مردويه]، (وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) [رواه أحمد]. (4) البعد عن المعاصي والدعوة إلى إصلاح المجتمع. فكيف يلهو المجتمع ويغني ويرقص وهو يواجه حرباً شاملة؟؟ (5) السعي نحو التخطيط السليم، وتطوير وسائل المواجهة، وعدم الركون إلى العاطفة فقط، وعدم اعتبار قضية أفغانستان نهاية المطاف، إنما هي بداية المعركة الحقيقية.تنبيهات مهمة: [1] الحرب بين الإسلام والصليبية على اختلاف أقنعتها وأنظمتها وأسمائها ستستمر إلى نزول عيسى عليه السلام، لأنها حرب عقدية. وهذا لا يعني التكاسل والتباطؤ؛ فلا ينبغي أن ننخدع بحوار الأديان ودعاوى السلام ونشر ثقافة المحبة؛ إذ الغرض من كل ذلك تخدير المسلمين. [2] واجب المسلمين المدافعة ومقاومة الكفر والبغي؛ لأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وهذا يُلزمنا بإعداد كلِّ قوة؛ لقوله تعالى: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) [سورة الأنفال: 60].[3] الهزيمة العسكرية للأفغان لا تعني الهزيمة لأن المبادئ حية، والقيم راسخة، والرسالة خالدة، وقد قال الله عز وجل عن أتباع المرسلين: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)) [سورة آل عمران: 146]، وقال تعالى أيضاً: ((فيَقتلون ويُقتلون)) [سورة التوبة: 111]. [4] الحذر من الإحباط واليأس أو الشك في أن الغلبة في نهاية الأمر للمسلمين والحق، ولو كان الباطل مدعوماً بالترسانات النووية و الذرية و البيولوجية ولو ازّيّنت حضارتهم بالإنترنت وأخذت زُخرفها بالفضائيات فإن وعد الله آتٍ والله لا يخلف الميعاد.وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالتعقيب على ورقة ((الحروب الصليبية بين الأمس واليوم))د. محمد علي علوان:[1] الحروب الصليبية موجهّة دائماً إلى الحنيفية السمحة من لدن أصحاب الفيل إلى يومنا هذا.[2] تقوم الحروب الصليبية دائماً على أبعاد دينية وتاريخية وجغرافية.[3] ربط اليوم بالأمس فغزوة الأحزاب مثلاً كانت اجتماعا لملل الكفر وحرباً شاملة على الإسلام.[4] التذكير بقدرة الله تعالى على الانتقام منهم. وآياته الباهرة في إذهاب الهيبة عنهم ((فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)).أ.د. الخضر عبد الرحيم:[1] الثناء على صحوة الشباب المسلم واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية.[2] القدس محور الحروب الصليبية (ربط القرآن بين الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, وبين جرائم بني إسرائيل وبُعدهم عن الدين الصحيح).[3] بيان نسبة الصليبية إلى الصليب والإشارة إلى الدّلالة الدينية للحرب.[4]بيان دور الغزو الثقافي في الحروب الصليبية (التنصير, واتباع المناهج المستوردة وأنماط التفكير الغربية).تم والحمد لله لقد نقل الموضوع من الشيخ محمد سيد حاج* وهو منشورمن موسوعة الأسرة المسلمة لعلي الشحود الكتاب موجود في المكتبه الشاملة جميل صوان معرة مصرين 22-10-2015 | |
|