تفسير قوله تعالى : وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) الغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد:
طلب مني وعلى الخاص احد المنتسبين الى نوادي الإلحاد أن افسر له قوله تعالى : وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) الغاشية ... اجبته بالرسالة التالية : والآن انشرها
==========================
انا لست مختصا في رد الشبهات وهناك الكثير الكثير ممن اختصوا برد الشبهات ولكن حسب فهمي المتواضع :
الآيه فيها اعجاز علمي ولغوي بنفس الوقت
نزل القرآن على العرب القدماء ولكن كما هومعروف أن القرآن لكل العصور فكيف يوفق بين مايعرفه الأقدمون وما سيعرفه المحدثون:
لننظر الى الله سبحانه وتعالى يقول في وصف الأرض
1- قال الله سبحانه وتعالى في الغاشية (17-20 )(( أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) )) يطلب الله سبحانه من خلقه أن ينظروا الى سطح الأرض (السطح يمكن أن يكون لمنزل مستوي – ويمكن أن يكون لكرة مكورة فهل هناك تعارض بين القديم والحديث
2- قال سبحانه وتعالى في سورة الحجر19 ((وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)))هل يمكن ان يفكر أحد بأن المد مستوي و ليس له نهاية لم يذكر الله سبحانه عن نهايتها أي لا نهاية لمد الأرض أما لو كانت كروية فليس لها نهاية أو بداية
3- قال سبحانه وتعالى في سورة النازعات (27- 33 )((أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) اغلب القواميس تقول أن دحى هي بسطها وقد فهمها الأقدمون ذلك ولكن المعجم الوسيط يقول : "( المدحاة ) خشبة يدحو بها الصبي فتمر على الأرض لا تأتي على شيء إلا اجتحفته ولعبة يلعب بها أهل مكة وهي أحجار كالأقراص وتحفر حفرة بقدرها يتنحون عنها قليلا ثم يدحون بتلك الأحجار إلى تلك الحفرة فإن وقع فيها الحجر فقد غلب صاحبها وإن لم يقع غلب ( ج ) مداح " ومن هذا المعنى فإن الله دحا الأرض أي رماها في مكانها فهل يدحو مكانا مستويا أم قرصا أو كرة ( لا تنسى أن هذا بلغة مكه فهل هناك تعارض )
4- قال سبحانه في سورة الأنبياء ( 30 31) ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) )) الرتق كتلة واحدة ففتقناهما أي فصلنا السموات عن الأرض فهل الفتق سيكون لأرض مستوية أم كتلة هل هناك تعارض بن المتأخرين والمحدثين بل هنا يشير سبحانه الى الإنفجار الكبير الغير معروف من المتأخرين
5- قال سبحانه وتعالى في سورة الزمر ( 5 ) ((خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5))) أي الليل مكور على النهاروالليل مكور على النهار هل يكون الليل مكورا على النهار والنهار مكورا على الليل والأرض مستوية أم يتم التكوير والأرض كروية فتزحف نصف كرة الليل على نصف كرة النهار..... وسخر الشمس والقمر من أجل الليل والنهار
6- قال سبحانه وتعالى في سورة الذاريات (47-50 )(( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50))) فرشنا الأرض ومهدناها لا تبين أنها مستوية ولا للكروية فلا تعارض ..... ولكن انظر الى الحقيقه العلمية الحديثة جدا أن السماء تتوسع وقد قال علم الفلك ذلك ولم يدر أن الله سبحانه قاله لنا من قبل ولم نكن نفقه ذلك .... ولاحظ ايضا ومن كل شيء زوجين اثنين .... ثم طلب الله منا أن نعود اليه وما محمد الا نذير مبين
7- قال سبحانه وتعالى في سورة (الرحمن 33 ) (( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33))) انفذوا من أقطار السموات والأرض فهل الأرض المستوية لها قطر .... لاحظ قوله اصعدوا الى السموات واهبطوا في انفاق الأرض ولن لا اسمح لكم الا بعلمي وسلطاني ( تبشيرا بالصعود الى القمر والى الفضاء الخارجي
8- قال سبحانه وتعالى في سورة الشمس (1-10 ) (( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) )) في لسان العرب : ( طحا ) طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً بسطه وطَحَى الشيء يَطْحِيه طَحْياً بَسَطَه أَيضاً الأَزهري الطَّحْو كالدَّحْو وهو البَسْطُ وفيه لغتان طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى والطَّاحِي المُنْبَسِطُ وفي التنزيل العزيز والأرضِ وما طَحاها قال الفراء طَحاها ودَحاها واحدٌ قال شمر معناه ومَنْ دَحاها فأَبدَل الطاءَ من الدَّالِ قال ودَحاها وسَّعَها وطَحَوْته مثلُ دَحَوْته أَي بَسَطْته
بعد كل ذلك هل أنكر القرآن كروية الأرض بل العكس تكلم بكلام يفهمه الأقدمون بما لديهم من علم ويفهمه المحدثون بما لديهم من علم فسبحان الله معجزة كلامية واضحة تماما كلام يفهم من كل العصور ودون تعارض
أما ما ورد في كثير من التفاسير ( تفاسير فديمه – فليس لهم ذنب فهذا مدى علمهم )
لو تصورنا أن الفران قال في لحظات نزوله أن الأرض كروية وأن الأرض دور حول الشمس الا يحدث ذلك ضجة بين الناس فقد يكفر قسم منهم ولكن الله تكلم معهم بكلام يفقهوه ولا يتعارض مع ما سيأتي من علوم وابحاث سبحانه وتعالى عما يشركون والحمد لله رب العالمين
اخي
هذه الكلمة لا أقولها الى الملحدين الدارونين فهم أخوان القرود ولا أريد أن أكون منهم قلتها لك عسى أن تكون أخي بالله وأقول لك السلام عليكم )
انا لست من طلاب العلم الشرعي ولكن من طاب العلم المادي ولكن مؤمنا بالله ايمانا علميا وهذا الموضوع لم يكن على بالي لولا أن طلبه مني كنت متأكدا أن القرآن لم ينكر كروية الأرض ولكن كيف لا ادري وعندما قمت بالبحث زادني هذا البحث يقينا فوق يقين أن القرآن كلام الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما
سأرفق مع هذه الرسالة كتاب اسمه اعجاز الكون وجد فيه ردا على هذه الشبهه وردود أخرى على شبهات أخرى الكتاب من الموسوعه الإسلامية الشاملة ولكن عند أقراص لها وهي موجودة في الإنترنت حاول أن تحصل عليها لتجد خيرا كثبرا
هناك مواقع تفيدك برد الشبهات أكثر مني حاول أن تتصل بهم
لو بحثت في غوغل عن الأرض كيف سطحت ستجد روابط الحاديه تطرح الشبه وروابط اسلامية ترد عن الشبه