Admin Admin
المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 03/03/2015
| موضوع: الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الثالث : احدى نظريات نشوء الدين هو الخوف والسحر ...؟؟؟؟) الخميس مارس 26, 2015 5:05 am | |
| القسم الثالث الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الثالث : احدى نظريات نشوء الدين هو الخوف والسحر ...؟؟؟؟)
نظرية الخوف[/center
أنّها تُركز على عنصر الخوف عند الإنسان من الظواهر الطبيعية ، أو الصراعات ما بين الإنسان والحيوان ، أو ما بين الإنسان وأخيه الإنسان ، ولاَنّه لا ملجأ له إلاّ الاستعانة بقوة غيبية يستمدُّ منها العون والمساعدة ، فيخضع لها لتساعده على كل ذلك . أو أنّه يرى أن سبب هذه الظاهرة قوة خفية تغضب عليه فتعاقبه بتلك الكوارث ، لذلك ونتيجة خوفه منها يتجه إليها بالعبادة والخضوع ، ومن هنا نشأ الدين . ومن القائلين بهذه النظرية « اك برن وليم كف » في كتابه « مبادىَ علم الاجتماع » حيث يقول : « لقد كان الدين يشبه السحر إلى حدٍ كبير في المراحل المتقدمة من تاريخ الإنسان ، فإن الساحر والمتدين كانا يعملان معاً في إرضاء الطبيعة الساخطة ، وتوفير الأمن لأنفسهم ».
ومن هؤلاء أيضاً « برتراند راسل » الفيلسوف الانگليزي المعروف
، الذي يقول: « في عقيدتي ، أن الاقبال على الدين والتدين في تاريخ الإنسان ، ينشأ عن الخوف ، فإن الإنسان يرى نفسه ضعيفاً إلى حدٍ ما في هذه الحياة.. وعوامل الخوف في حياة الإنسان ثلاثة :
أولاً ـ فهو يخاف من الطبيعة الّتي قد تحرقه بصاعقة من السماء ، أو تبتلعه بزلزال في الأرض تحت قدميه . ثانياً ـ يخاف من الإنسان الّذي قد يسبب له الدمار والخراب والهلاك ، بما يثير من حروب . ثالثاً - يخاف من شهواته الّتي قد ينجرف معها ، وتتحكم في سلوكه ، وتفوّت عليه ما يندم عليه من ساعات استقراره وهدوئه . ويكون الدين سبباً في تعديل هذا الخوف والرعب ، والتخفيف منه ».
مناقشة النظرية :
نعلق ـ أولاً ـ على كلام « اك برن وليم كف » الذي شبه الدين بالسحر ، وجعل المتدين كالساحر ، يعملان معاً لارضاء الطبيعة الساخطة فنقول : إنّ من الواضح جداً أنّ هناك فرقاً كبيراً بين ما يعتقده المتدين ويتوجه إليه ، وبين ما يعتقده الساحر ويعمل فيه ، وذلك لاَنّ « القوى السرية الّتي يدعوها الساحر والكاهن أو مُناجي الأرواح ، لا تقع صورتها في أخيلتهم على أنها شيء يعلوهم فيتطاولون إليه ، بل على أنّها قرن ينازلونه ، أو قرين يخاذلونه ، وقد يرون لاَنفسهم من العلو والسلطان على تلك القوى بوسائلهم الخاصة ، ما يستطيعون به أن يقتنصوها ، ويخضعوها لاَوامرهم ، ويسخروها لرغباتهم ، كما يسخر الكيمياوي عناصر الطبيعة المادية لمآربه . أما العابد ، فإنّه يقف من معبوده موقف الخاضع المتواضع ، الساعي في إرضاء سيده المشفق من غضبه وسخطه .فالفاصل الأخير الّذي يتم به تصوير القوة التي يؤمن بها المتدين ، أنها قوة علوية قاهرة ، غير مقهورة ، يخضع هو لها ولا تخضع له ).
السحر :
هو صناعة يقصد منها إحداث الخوارق بطرق خفية . وهو فَنٌ قديم جدا ، ورد ذكره في القرآن الكريم ، وهو يتشعب إلى شُعب كثيرة. لكنه على العموم فن يقوم على الاستعانة بالأرواح ، ودعائها لتحقيق مآرب الساحر ، وهذا هو الّذي ينصرف إليه اسم السحر عند إطلاقه ، وهو الّذي قد يشتبه جنسه بالأعمال الدينية ، بخلاف بعض الأعمال السحرية التي تعتمد الوسائل المادية ، فمن هذا القسم نوع يقوم على المهارة وخفّة اليد ، وهو المسمى بالشعبذة ( وهي إراءة غير الواقع واقعاً ، بسبب الحركة السريعة الخارجة عن العادة ). ونوع ينتفع بالخصائص الطبيعية والكيماوية للأشياء ، وهذا هو سحر علماء الصيدلة ونحوهم ، ونوع يعتمد على حساب سير الشمس والقمر ، ومواقع النجوم ، وما يظّن من الارتباط بينها وبين حوادث الكون ، وهو المسمى « التنجيم » . ( أما القسم الروحي ، فالفرق الرئيسي بينه وبين الديانات ، هو أنّ الاستعانة بالأرواح فيه استعانة استخدام وتسخير ، لا استعانة عبودية وتمجيد وتقديس ).
هذا وقد ذكر دور كهايم ومتابعوهُ فروقاً اُخرى فقالوا : إنّ وجه الانفصال بين الحقيقيتن هو : أنّ الأصل في الشعائر الدينية أن تُؤدّى في الجماعة ، وأن الفكرة الدينية تؤلف بين معتنقيها في وحدة معنوية ، ولا كذا السحر الذي هو عمل فردي سري ، فضلاً عن أنّه في الغالب ينتهك حرمة المقدسات الدينية ، ويعكس أوضاعها » ملاحظه : راسل ذيّل كلامه بقوله : ( وتفوّت عليه ما يندم عليه في ساعات استقراره وهدوئه ) ، فهو يعترف أن في الإنسان بعدين ، هما الجانب الغريزي ، والجانب الإنساني العلوي ، والذي منه استمدّ فكره وشخصيه . ويمكن أن نسأل راسل ، أنّ هذا الندم من أي جانب من جانبي الإنسان يصدر ؟ هل من جانبه الروحي العلوي ، أم من جانبه الغريزي الحيواني ؟. فإذا كان الثاني ، فلماذا لا نرى هذا الشعور لدى الحيوانات ، على الرغم من الاشتراك ما بين الحيوان والإنسان في هذا البُعد وهذا الجانب ؟ . وإذا كان الأوّل ـ وهو الجانب الروحي ـ فلماذا لا يكون الواعز الديني ، والانشداد إلى عالم الغيب صادراً منه ، كأيّ نتاج إنساني آخر ، كالفن والفكر والصناعة وغيرها ؟ والعجب من راسل كيف لا يلتفت إلى أن طبيعة الإنسان الفطرية هي البحث عن الحقيقة ، ومحاولة معرفة العلل المحيطة به ، وسبر المجهول والغيب ؟ ألم يفكر الإنسان في ذلك الزمان في سبب وجوده ، ووجود الأشياء من حوله ، فيدرك بعقله النير ، وفطرته التي تهديه ، بأنّه لا بدّ وأن يكون له خالقٌ مدبرٌ حكيم ، فيتوجه إليه بالعبادة والخضوع ؟! أم إن راسل ومن يوافقه يريدون أن يسلبوا من الإنسان الأوّل حتّى التفكير الّذي يميزه عن الحيوان ؟! وإذا كان كلامه صحيحاً ، فلماذا نرى كبار الفلاسفة والمفكرين ، منذ الزمن القديم ، منشدّين إلى الله بكل وجودهم ، على الرغم من اختلاف تصورهم عن الله ؟ إن نظرة واحدة إلى التاريخ الفلسفي في العصور القديمة تُجلّي الحقيقة بأبهى صورها . ونسأل مرة أُخرى : هل إن الالتجاء إلى الله تعالى ، والاطمئنان به ، تخلّصاً من الخوف الناشيء من الاختلاف أو الكوارث ، فيه ما يعيب ؟! وماذا يقول راسل عندما يقرأ آخر الأبحاث النفسية التي تؤكد أن الإيمان بالله تعالى علاج ناجح جداً ، للتخفيف من المعاناة والعقد النفسية ، الناتجة عن الكوارث وغيرها ؟
[center] يتبع بالقسم الرابع الملحدون .... اللا دينيون .... والدين ( القسم الرابع : احدى نظريات نشوء الدين هو النظرية الماركسية ...؟؟؟؟)
| |
|