بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الَّذِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
وصلي وسلم على سيدنا محمد الذي قال له ربنا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء : 107] "
من كثرة ما سمعت على أن الاسلام دين ارهاب ومنهم من يستهزأ بالآية " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء : 107] كنت انتظر احد العلماء الربانيين أن يقوم بالكتابة بهذا الموضوع ....
لقد هيئ الله لي هذا الكتيب
الإسلام دين هداية ورحمة واستعصاء
د . عبد الله قادري الأهدل
وفيه : ....... وقل اعملوا! الجزء الخامس
[rtl]
نعم إن الله تعالى وعد المؤمنين بالنصر، وبشرهم بأن دينهم سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، وهو تعالى يحول مِحَنَهم إلى مِنَح، ويجعل أسراهم وعبيدهم سادة، ويجعل المعتدين على بلادهم يخرجون منها يجرون أذيال الهزيمة.[/rtl]
[rtl]
ولكن ذلك الوعد وتلك البشرى و تلك المنح وتلك السيادة لا تهبط عليهم من السماء بدون سبب منهم، فلله تعالى سنن كونية وسنن شرعية.
ووعْدُ الله سبحانه عباده المؤمنين بنصره وعزته ودفعُ عدوان أعدائهم عنهم، مرتبط بما يقدمونه من طاعة وعمل، فإذا طبقوا سننه الشرعية استحقوا منه – تفضلا ورحمة – ما وعدهم به من سنته الكونية...[/rtl]
[rtl]
وإذا عصوه وخالفوا أمره، ولم يطبقوا دينه، عاقبهم على ذلك وأدال عليهم أعداءهم...[/rtl]
[rtl]
ولو كان الله تعالى ناصرا أحدا بدون عمل، لكان الأولى به رسله الكرام، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لم يفتأ داعيا مجاهدا في سبيل الله، ونال من أذى والمحن هو وأصحابه ما نالوا، ثم كانت العاقبة لهم...[/rtl]
[rtl]
وعندما خالف بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أمره في غزوة أحد، عاقبهم الله تعالى بإدالة عدوهم عليهم، بعد ان منحهم النصر عليهم في أول الأمر.[/rtl]
[rtl]
ولما سألوا متعجبين من ذلك كيف يحصل لهم ذلك، وهم المؤمنون وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لم ينج من عدوان قريش، حتى سال الدم من جسمه الشريف، أجابهم الله تعالى على سؤالهم وتعجبهم بأنهم هم السبب في ما أصابه.قال تعالى: ?أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? [آل عمران (165)][/rtl]
[rtl]
فهل ننتظر من الله نصرَه، ونحن نصر على الاستمرار في معصيته؟ وهل ننتظر من الله نصره، ونحن نتنازع ونختلف في ما بيننا تنازعا يؤدي إلى ما حذرنا الله منه، وهو الفشل؟ ?وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ? [الأنفال(46)]
وهل ننتظر من الله نصره، ونحن قاعدون عن إعداد القوة الذي أمرنا الله تعالى به، لنرهب به عدونا وعدوه؟ ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ? [الأنفال (60)][/rtl]
[rtl]
والقوة المأمور بها شاملة لكل قوة في كل عصر بما يحقق الهدف من هذا الأمر، وهو إرهاب أعداء هذه الأمة الذين يعتدون على ضرورات حياتها، من الدين والنفس والنسل والعقل والمال.[/rtl]
[rtl]
إنها تشمل القوة الإيمانية والقوة الاجتماعية، والقوة السياسية والقوة الدبلوماسية والقوة الإدارية، والقوة المالية والقوة الاقتصادية والقوة التجارية، القوة العلمية الشاملة لكل علم مفيد، والقوة الصناعية، والقوة العسكرية الشاملة لتدريب الرجال على كل ما يجعلهم يتفوقون على عدوهم، ولصنع السلاح الذي يفوق سلاح العدو أو يساويه...[/rtl]
[rtl]
وهذا ما فهمه أعداء الإسلام والمسلمين من هذا الدين، وهو الذي جعلهم يحملون على هذه الأمة حملاتهم الظالمة، في جميع العصور، ضد تحقيق المسلمين هذه القوة التي تمكنهم من السيادة في الأرض، وتدفع عنهم عدوان المعتدين....[/rtl]
[rtl]
ولهذا نراهم يحاربون المصطلحات الإسلامية ويجعلونها هدفا لحربهم وعدوانهم، كالجهاد في سبيل الله، الذي أطلق عليه اليهود "الإرهاب" كما في كتاب رئيس وزرائهم الأسبق "نتنياهو" : "استئصال الإرهاب" وحرضوا الإدارة الأمريكية الصليبية على المسلمين، فاحتلوا ديارهم وأزهقوا أرواحهم، ونهبوا خيراتهم، وحاربوا دينهم ومؤسساتهم الخيرية، واعتقلوا شبابهم، واغتالوا قادتهم...
وصمموا على نشر الفساد في بلدانهم، وعلى إجبارهم على تغيير مناهجهم و أنظمتم وقوانينهم، بجحة محاربة الإرهاب الذي لا يبعد أن يكون اليهود وأعوانهم قد رتبوا سببه البارز، وهو حدث نيويورك...[/rtl]
[rtl]
وتلقف هذا المصطلح منهم ببغاوات الإعلاميين في الشعوب الإسلامية وبخاصة العربية منها، فأصبح هذا المصطلح يدور على ألسنتهم وتتقيؤه أقلامهم وتطفح به صحفهم، وتدوي به فضائياتهم، حيث يطلقونه على الجهاد في سبيل الله الذي يقوم به الفلسطينيون دفاعا عن أنفسهم ودينهم وبلادهم، ويقوم به العراقيون ضد احتلال العدو لبلادهم، والفيليبينيون الذين سلم أرضهم الأمريكيون للصليبيين الفيليبينيين، في الحرب العالمية الثانية، ولا زالت أمريكا تدرب الجيش الفليبيبني وتمده بالسلاح، للقضاء على المسلمين في داخل ديارهم...[/rtl]
[rtl]
إن اليهود وأعوانهم في الغرب، يصنعون المصطلحات المناسبة لهم في كل مرحلة من المراحل التي يعدون فيها العدة لحرب الإسلام والمسلمين: الأصولية... الإرهاب ... الشرق أوسطية... الشرق الأوسط الجديد... الشرق الأوسط الكبير...الحرية... حرية المرأة... أسلحة الدمار الشامل... المساواة... الإصلاح والإصلاحيون... تغيير مناهج التعليم...
فتسارع الأبواق الإعلامية بتكرار تلك المصطلحات الحق منها الذي أريد به الباطل، والباطل بذاته...
إن حرب اليهود والصليبيين لما سموه بالإرهاب، إنما قصدوا به حرب الجهاد الذي لا يمكن أن تبقى للمسلمين سيادة حقيقية على بلدانهم إلا به، ولهذا ضغطوا ولا زالوا يضغطون على حكومات الشعوب الإسلامية، وبخاصة العربية، لحذف نصوص الجهاد وأحكامه، لأنهم عرفوا معنى قول الله تعالى: ?ترهبون به عدو الله وعدوكم?.[/rtl]
[rtl]
وإذا وجد من المسلمين من يحرف معنى الجهاد أو الإرهاب الشرعي، ويفسرهما تفسيرا خاطئا، ويبني على تفسيره الخاطئ تصرفات غير صحيحة، فلا يسوغ ذلك للمسلمين الهزيمة والاستسلام أمام الحملات الظالمة، ممن يريدون استعبادهم بإبعادهم عما فيه عزتهم وقوتهم...
وكذلك مصطلح "أسلحة الدمار الشامل" و"السلاح النووي" الذي جعله اليهود وأعوانهم متكأ للقضاء على قوة المسلمين التي يدفعون بها عن أنفسهم عدوان اليهود عليهم في عقر دارهم...
هذا السلاح الذي امتلأت به ترسانة اليهود في الأرض المحتلة المباركة، ويهددون به الشعوب الإسلامية، استسلمنا لهم بأنه خطر ولا تجوز حيازته ووقعنا على حظره على أنفسنا، لينفرد به عدونا، وتنقلب الحقيقة الشرعية والكونية علينا، فيصبحون هم يرهبوننا ويملون علينا إرادتهم في كل ما يريدون منا...
وما كان توريط العراق في الحربين الخليجيتين، وما تبعهما من احتلال اليهود والنصارى له، إلا أحد الأهداف التي يريدون تحقيقها في البلدان الإسلامية، ومنها القضاء على قوة المسلمين وتفوق اليهود عليهم...[/rtl]
[rtl]توصيات سريعة:[/rtl]
[rtl]1-الشعوب المسلمة وحكامها في سفينة واحدة، تتقاذفها عواصف الأعداء، ولا نجاة لهم جميعا إلا بوحدة الكلمة والتعاون على البر والتقوى.[/rtl]
[rtl]2-قوتان هما المخرجان: القوة الإيمانية، وقوة والقوة المادية...[/rtl]
[rtl]
3-وقوف حكومات الشعوب الإسلامية صفا واحدا، على أساس الإسلام فرض، وفي تفرقها دمار وهلاك.[/rtl]
[rtl]
4- عناية الدول والموسرين من الشعوب الإسلامية بالفقراء والمحتاجين من الشباب، بتوفير الحياة المطمئنة، واجب وعامل استقرار.[/rtl]
[rtl]
5-الثبات على مبادئ الإسلام هو الفوز الحقيقي، والخروج عن ذلك فيه الخسران المبين...[/rtl]
[rtl]
6-يجب أن تتضمن مناهج التعليم، مع بيان العقيدة والعبادة والحلال والحرام، بيان المخاطر المحيطة بالأمة، وكيفية درئها ودفعها عن البلدان الإسلامية...[/rtl]
[rtl]
7-يجب تدعيم شورى أهل الحل والعقد في البلدان الإسلامية، كل فيما يجيده مما يحقق مصالح الأمة ويدفع عنها المفاسد...[/rtl]
[rtl]
8-على علماء الشريعة والمتخصصين في أي علم من العلوم الإنسانية وغيرها، القيام ببيان الحق والباطل في كل المجالات، لأن الله تعالى كلفهم ذلك، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة غليه.[/rtl]
[rtl]
ولا بد هنا أن نؤكد لمن يحارب الإسلام من أي صنف كان، أنه غير قابل للذوبان ولا للتحريف ولا للقضاء عليه، بل هو كما قال الشاعر العربي:
كناطح صخرة يوما ليوهنا
،،،،،،،،،فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
"العدو الأخضر" في زعمكم ليس مثل "العدو الأحمر" إنه دين الله الباقي إلى قيام الساعة... بل إنكم عندما تحاولون القضاء عليه، شبيهون بمن يتجه إلى الشمس، ويأخذ نفسا طويلا لينفخ فيها ليطفئها: ?يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)? [الصف] والحمد لله رب العالمين.[/rtl]
الحمد لله الذي اتم نعمته علي وساعدني في نشر هذا الجزء من الكتاب
كما ادعو الله أن يجعل هذا العمل في سجل الاعمال لي ولكاتبه وناشره والمستفيد منه وقارئه
جميل صوان معرة مصرين ادلب سوريا بلاد الشام
الاثنين 1 جماد الآخرة من عام 1438 من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
المصادف ل 27 شباط 2017 من ميلاد المسيح المفترضة